من رعاية النادي الأهلي لـ فساد التسهيلات.. انهيار في بنك أبوظبي الأول بعد غرامة الميار

حالة من الإحباط تحيط بما يحدث داخل أروقة بنك أبوظبي الأول مصر، بعدما تعرض لعقوبة هي الأكبر تاريخيًا من جانب البنك المركزي المصري؛ حيث فرض المركزي غرامة تصل إلى مليار جنيه مصري على البنك جراء رصد مخالافات جسيمة تتعلق بالتسهيلات الائتمانية التي أصدرها البنك لصالح شركة "بلتون القابضة"، الأمر الذي يلقي بظلاله على صورة كانت آخذة في التصاعد والنجاح حتى أن شعار البنك قد تصدر قميص النادي الأهلي، بيد أن ما يحدث حاليًا قد يعصف بكل شيء.

قبل ثلاث سنوات، وفي نهاية أكتوبر من العام 2022، أعلن بنك أبوظبي الأول مصر -الذي وصف نفسه في بيانه الرسمي آنذاك بـ أحد أكبر البنوك الخاصة العاملة في مصر-، عن رعايته للنادي الأهلي المصري لفترة تمتد أربع سنوات، في إشارة إلى رغبة البنك بالمساهمة في دعم نادي القرن لمواصلة تحقيق البطولات والإنجازات الرياضية الهائلة، مقابل الاستفادة من تاريخ النادي العريق وشعبيته الضخمة لتعزيز انتشار البنك والوصول إلى قاعدة أكبر من العملاء، بيد أن ذاك الإعلان، وقبيل مرور الشهر الأول من العام الأخير في عقد الرعاية، صادف أزمة حقيقية قد تطيح بكل شيء بما يهدد مسيرة تلك الرعاية من ناحية، ومن ناحية أخرى سيرة وصورة البنك الذهنية التي تراجعت على كافة الأصعدة؛ جراء مخالفات أقل ما توصف به أنه فساد كبير استحق غرامة هي الأكبر في تاريخ القطاع المصرفي والسوق الاقتصادية المصرية.

عقد الرعاية الذي كان من المفترض بمثابة الإنجاز والتتويج لصورة وسعي البنك لإبراز مكانته بتصدر قميص واحد من أعرق وأقدم الأندية وأنجحها في الشرقي الأوسط، وعلى الصعيد العالمي، بات بمثابة الأمر المخالف شديد الوضوح أمام بعض المشجعين ممن يهتمون بالشأن الاقتصادي، ما يلقي بظلاله على كيفية تعامل البنك مع الأزمة وإدارته، وهو في نفس الوقت الذي اكتفى ببيان وكلماتٍ مقتضبة لا توحي بأن في الحسبان إجراءات قد تتخذها إدارة البنك للتحقيق والتعديل والإصلاح وتصويب الصورة الآخذة في الانهيار.

وفرض البنك المركزي المصري غرامة مليار جنيه (21 مليون دولار) على بنك أبوظبي الأول مصر؛ لمخالفته إصدار تسهيلات ائتمانية لشركة "بلتون القابضة" التابعة لمجموعة "شيميرا" الإماراتية، والتي استخدمت في غرض غير المخصص له، ما دفع "المركزي" كذلك إلى إقالة رئيس مخاطر الائتمان بوحدة البنك الإماراتي في مصر.

واعتبر بنك أبوظبي الأول مصر، أن إقالة رئيس قطاع المخاطر خطوة تأتي "في إطار حرصه على تعزيز كفاءته التشغيلية ودعم استراتيجيته للنمو المستدام في إدارة الموارد البشرية، حيث يواصل البنك تطوير هيكل إداراته بهدف تحسين جودة الخدمات المقدمة لعملائه وشركائه" -وذلك حسبما نقلت وتناولت الشرق بلومبيرج تداعيات الأزمة.

ردود الأفعال الواسعة حول ما آليت إليه الأمور داخل بنك أبوظبي الأول مصر، خاصةً وأن ما حدث قد يتبعه قرارات من شأنها أن تطيح ببعض القيادات حال تبين إهمالها أو تورطها تبعًا لمسؤوليتها ودورها، جميعها أور تضع البنك وقياداته المحيطة بالأمزة في حالة من الغليان، في الوقت الذي قد تصل فيه الأمور إلى تفاقم أكبر قد يهدد عقد الرعاية الذي يقترب من نهايته، بعدما بدأت الأزمة في تخطي دائرة تأثيرها داخل الوسط الاقتصادي، واتساعها لتشمل باقي الأوساط التي تهم المواطنين، وعلى رأسها القطاع الرياضي وقاعدته الجماهيرة الكبيرة لنادي القرن.